دعا الزعيم الليبي معمر القذافي العاهلَ السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى طَيّ صفحة الماضي وإنهاء ما دارَ من خلافٍ، وتبادلِ الزيارات بين البلدين. وقاطع الزعيم الليبي كلمة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الحادية والعشرين المنعقدة في الدوحة، وأعلن رغبته في مصالحة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، داعيًا إيّاه لطَيّ صفحة الماضي، وإنهاء الخلاف، وتبادل الزيارات بين البلدين. وبحسب مصادر مطلعة داخل الجلسة، فقد أحدثت مقاطعة القذافي ربكة، مما دفع أمير قطر لنقل الكلمة للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ومطالبة القذافي بمغادرة القاعة، فغادرها وسط ذهول الحاضرين وتصفيق بعضهم. وتَبِعه إلى خارج القاعة الرئيس السوري بشار الأسد في محاولة لإقناعه بالعودة إلى القاعة، إلا أن القذافي لم يَعُدْ إلى الاجتماع. ويهيمن ملف المصالحة العربية- العربية، وتعزيز أواصر التضامن العربي على قمة الدوحة، وتحدثت أنباء عن احتمال عقد لقاء ما بين العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس الليبي معمر القذافي. وفي هذا السياق تحدثت مصادر مطلعة أنّ السعودية تقدّمت بورقة عمل من أجل وضع استراتيجية مُوَحّدة لمواجهة التحديات التي يواجهها العالم العربي أمنيًا وسياسيًا. وكانت العلاقات بين السعودية وليبيا قد شهدت توتراً كبيرا بعد التلاسن والمشادة الكلامية الشهيرة التي وقعت بين القذافي والعاهل السعودي ـ حين كان ولياً للعهد ـ خلال القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ مارس العام 2003 قبل الحرب الأمريكية في العراق. كما اتهمت الرياض القيادة الليبية بالتورط في التمويل والتخطيط لاغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز بواسطة أحد الأمريكيين من ذوي الأصول العربية عام 2003، وهو الأمر الذي نفته ليبيا وقتذاك، كما قاطعت القمة العربية الأخيرة التي استضافتها السعودية.