علمت التجديد أن لقاء قويا شهده مقر وزارة الخارجية والتعاون بالرباط، ليلة عودة أميناتو حيدار من جزر الكناري إلى مدينة العيون، بين زعماء الأحزاب السياسية ووزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، استمر إلى الثالثة صباحا من يوم الجمعة الأخير. اللقاء الذي دعت إليه وزارة الخارجية والتعاون، قدّم فيه الطيب الفاسي الفهري الحيثيات التفصيلية لقرار السماح بعودة أميناتو حيدار، الذي أكد أنه تم لأسباب إنسانية، كما تحدث الفاسي في اللقاء عن المواقف الدولية التي رحبت بالموقف المغربي، خاصة مواقف فرنسا وإسبانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية، التي أصدرت بيانا يكاد يكون متشابها يدعم الموقف المغربي، وقال الفاسي الفهري إن إشراك الأحزاب المغربية في موضوع من تحمل مسؤوليتها في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وعلمت التجديد أن مداخلات زعماء الأحزاب لم يعترض أي منها على قرار المغرب بالسماح بعودة أميناتو حيدر. وقدّم زعماء أحزاب مداخلات تميزت بالجرأة والمسؤولية، من بينها الأمين العام للعدالة والتنمية عبد الإله بن كيران، وإسماعيل العلوي الأمين العام للتقدم والاشتراكية. وتردّد خلال اللقاء ذاته القول: إذا خسرنا هذه المعركة فنحن لم نخسر الحرب، كما تردد القول بأن الحكومة المغربية لم تتشاور مع الأحزاب من البداية، متسائلة عما إذا كان المغرب قد أخطأ بعدم محاكمة أميناتو من البداية، وما إذا كان سيحاكمها إن هي خالفت القوانين المغربية مرة أخرى. القرار المغربي بالسماح بعودة أميناتو حيدار، بوثيقة إسبانية دون أن يسلمها المغرب جواز السفر المغربي على خلاف ما أذاعته وسائل إعلام مختلفة، اعتبره مراقبون وسياسيون مكتسبا للمغرب، فبالنسبة لسعد الدين العثماني، القيادي في العدالة والتنمية، المغرب خرج بأقل الخسائر مع تسجيل انتصار جزئي في القضية، لكونه ربح التأكيد على حقه في تطبيق القانون المغربي في الصحراء، وهي النقطة التي أكد عليها بيان قصر الرئاسة الفرنسية، كما أكد عليها بيان رئيس الحكومة الإسبانية وكذا بيان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. أما النقطة الثانية حسب العثماني، الذي كان في زيارة تواصلية في موضوع الصحراء المغربية رفقة مصطفى الخلفي بمدينة الداخلة، فهي التأكيد على مبادرة الحكم الذاتي دون غيرها في مواقف الدولتين، بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ناهيك عن الإشارة في بيان قصر الإليزيه إلى الصحراء دون وصفها بالغربية. هذه المواقف اعتبرها العثماني مكسبا للمغرب.