عاش موظفو مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية بمدينة طنجة، ليلة الأربعاء الخميس، لحظات رعب بعد محاولة هروب جماعية للمرضى من المؤسسة الاستشفائية، قادها أحد المرضى. وحسب مصادر من داخل مستشفى الرازي بطنجة فإنّ محاولة الهروب قادها نزيل يتمتع بقوة جسدية عجزت معها الممرضتان المداومتان عن السيطرة عليه، إذ حاولتا تهدئته بعد أن دخل في لحظة هيجان، وأقنعتاه بتناول الدواء، قبل أن يُقدم على ضرب باب غرفته في محاولة لكسره. حالة الهيجان التي انخرط فيها النزيل دفعت به إلى إضرام النار في الغرفة حيث يقيم، فتدخل إثر ذلك الحارس الوحيد الذي كان يحرس المؤسسة الاستشفائية وتمكن من إطفائها، قبل أن يهاجمه النزيل ويعتدي عليه جسديا، ويتمكّن من سلْبه مفاتيح بوابة المستشفى. وسيْطر الخوف على الممرضتين الوحيدتين اللتين كانتا في فترة المداومة، ومعهما الحارس، ولم يجدوا من حل سوى الاتصال بالشرطة، التي حضرت على الفور، وتمكنت من السيطرة على النزيل الذي كان في غرفة أخرى، رافضا أن يدل عناصر الشرطة على مكان المفاتيح التي سحبها من الحارس. وبعد تفتيش غرفته، عثرت عناصر الشرطة على المفاتيح، وعثرت معها على فرشاة أسنان مكسورة الرأس، اعترف النزيل أنه كان سيطعن بها أي ممرضة تقترب منه، حسب الإفادات التي حصلت عليها هسبريس من مصادر من داخل مستشفى الرازي بطنجة. وسبق أن شهدت المؤسسة الاستشفائية ذاتها محاولات فرار سابقة، بسبب قلة الحراس الذين يتولون القيام بعملية الحراسة، وقلة الأطقم الطبية والتمريضية، إذ أشارت مصادر هسبريس إلى أنّ الطاقم التمريضي المداوم خلال الفترة الليلية لا يتعدى فردين أو ثلاثة، أغلبهم من الإناث، إضافة إلى الحارس، يتولون العناية ب102 نزيل يعانون من الأمراض النفسية والعقلية. وحسب المصادر ذاتها فإنّ الممرضين العاملين في مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية بطنجة يشتغلون في ظروف مزرية، بسبب قلتهم، وهو ما يحتم عليهم بذل جهود مضاعفة للسهر على رعاية المرضى الذين يفوق عددهم الطاقة الاستيعابية للمستشفى؛ علاوة على عدم توفرهم على أدوات الاشتغال الضرورية، أو أدوات للدفاع عن أنفسهم في حال تعرضهم لخطر الهجوم من طرف المرضى، كما حصل في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس.