Reuters أمهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس "ثلاثة إلى أربعة أيام" للرد على خطته لإنهاء الحرب في غزة. وقال للصحفيين خارج البيت الأبيض يوم الثلاثاء: "ستكون نهاية حزينة للغاية" إذا رفضت حماس الصفقة. ولم تردّ حماس بعد على خطة ترامب حتى اللحظة، لكن وزارة الخارجية القطرية تقول إن الحركة تدرسها "بمسؤولية". ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مقرّب من حماس أن الحركة تسعى لتعديل بعض البنود، بينها بند نزع السلاح وإبعاد كوادر من حماس والفصائل من القطاع. وأشار الى أن "المشاورات مكثّفة على مدار الساعة داخل قيادة الحركة..، ومع الوسطاء"، موضحاً أن أربعة لقاءات عقدت الاثنين في الدوحة مع الوسطاء القطريين والمصريين "بحضور مسؤولين أتراك". وذكر أن حماس "أبلغت الوسطاء بضرورة توفير ضمانات دولية للانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة ولعدم خرق إسرائيل وقف إطلاق النار عبر عمليات اغتيال داخل وخارج غزة". وأفاد مصدر ثانٍ قريب من المفاوضات في الدوحة عن وجود "رأيين في حماس: الأول يؤيد الموافقة غير المشروطة على الخطة، ووقف إطلاق النار على أن يتولى الوسطاء ضمان تنفيذ إسرائيل للخطة" والطرف الثاني "لديه تحفظات كبيرة على بنود مهمة منها رفض عملية نزع السلاح وإبعاد أي مواطن الى الخارج". كما ناقش ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المستجدات بشأن الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في قطاع غزة. وجدد أمير قطر التأكيد على دعم بلاده لجهود إحلال السلام، "معبّرا عن ثقته في قدرة الدول الداعمة للخطة للوصول إلى تسوية عادلة تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة وتصون حقوق الشعب الفلسطيني". وتتضمن الخطة المكونة من 20 بنداً، والتي أُعلن عنها خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للبيت الأبيض يوم الاثنين، وقفاً فورياً للعمليات العسكرية وإطلاق سراح جميع الرهائن في غضون 72 ساعة. * "غزة منزوعة السلاح" و"مجلس السلام" يحكم القطاع، ما أبرز بنود خطة ترامب لإنهاء الحرب؟ كما تنص على أن حماس لن يكون لها دور في حكم غزة. وبدلاً من ذلك، سيُحكم القطاع من قِبل "لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية"، و"مجلس سلام" مؤلف من قادة دوليين. أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه مقترح الرئيس الأمريكي، لكنه أكد اليوم أن إسرائيل ستقاوم بقوة قيام دولة فلسطينية، رغم إدراجها المشروط في خطة النقاط العشرين. Reuters هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس سكان مدينة غزة بوجوب مغادرتها، محذراً من أن كل من يقرر البقاء سيُعد "مخرِباً" ومتعاوناً مع ما وصفه "بالإرهاب". وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل تطويق المدينة وإحكام السيطرة على محور نتساريم حتى شاطئ البحر، مشيراً إلى أن كل من ينتقل جنوباً سيخضع "لإجراءات تفتيش أمنية" من قِبل قوات الجيش. وأضاف يسرائيل كاتس في بيان نُشر عبر وسائل إعلام إسرائيلية "هذه هي الفرصة الأخيرة لسكان غزة الراغبين في ذلك للتحرك جنوباً وترك عناصر حماس معزولين داخل مدينة غزة". وفي وقت سابق أعلن الجيش، الأربعاء، أنه سيغلق شارع الرشيد آخر ممر متاح لسكان جنوبغزة للوصول إلى الشمال. وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في منشور على "إكس"، "سيتم إغلاق شارع الرشيد أمام الحركة من منطقة جنوب القطاع في تمام الساعة 12:00. وأن الانتقال جنوباً سيسمح لمن لم يتمكن من إخلاء مدينة غزة بشكل حر ودون تفتيش". في حين، رفض مواطنون في القطاع النزوح من مدينة غزة باتجاه جنوب القطاع عقب إعلان قرار إغلاق الطريق. وأعرب حسين كرسوع الذي يقطن مدينة غزة في حديثه لبودكاست "غزة اليوم" عبر بي بي سي، عن رفضه لقرار إغلاق الطريق، مؤكداً أنه "لن يغادر المدينة تحت أي ظرف من الظروف، ولن يساهم في إخلائها"، إذ يعتبر نزوحه من مدينة غزة أنه "بمثابة شهادة وفاة له". بدوره، أكّد أحمد عفّاس بقاءه وعائلته في شمال القطاع، مبيناً أنه "جرّب هذه المعاناة -أي النزوح- من قبل ولن يكررها". وقالت صابرين، أنها لن تُعيد تجربة النزوح مرة أخرى من شمال القطاع لجنوبه نحو المناطق الآمنة، وأضافت "سأصمد وبقوة. والتهديد بإغلاق الطريق لن يخيفني بل سيزيدني قوة وتمسك بشمال القطاع". وألقت القوات الإسرائيلية اليوم الأربعاء عشرات المنشورات البيضاء من السماء فوق مدينة غزة. واستشهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهذه المنشورات كدليل على دحض اتهامات إسرائيل باستهداف المدنيين في قطاع غزة. وفي كلمته أمام الأممالمتحدة الأسبوع الماضي، قال إن إسرائيل ألقت "ملايين المنشورات وأرسلت ملايين الرسائل النصية" لإقناع سكان مدينة غزة بالإخلاء. * لقاء ترامب - نتانياهو: ما مدى جدية خطة إنهاء حرب غزة هذه المرة؟ * أنباء عن مقترح بتولي توني بلير "السلطة الانتقالية الدولية في غزة" وبينما يُعلن ترامب عن خطة سلام ويحدد موعداً نهائياً لحماس للرد، يواصل الناس الحصول على ما في وسعهم من مركز توزيع مساعدات تديره الولاياتالمتحدة. تُظهر أحدث الصور من مخيم النصيرات وسط غزة حشوداً غفيرة تتجمع لاستلام المساعدات من مركز توزيع تديره مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية. للتذكير، حذّرت أكثر من 100 منظمة إغاثة دولية وجماعة حقوق إنسان من مجاعة جماعية في غزة. ولم يهدأ الهجوم البري الإسرائيلي الموسع على القطاع، والذي يركز الآن بشكل رئيسي على مدينة غزة. وتقول إسرائيل إن المدينة هي آخر معاقل الجماعة المسلحة. من جهته، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمقترح ترامب للسلام في غزة، وفقاً لمتحدث باسمه. وفي بيان، نقل المتحدث عن غوتيريش قوله: "من الضروري الآن أن تلتزم جميع الأطراف باتفاق وتنفيذه". وجدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى "وقف فوري ودائم لإطلاق النار، ووصول إنساني حر إلى جميع أنحاء غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن". واختتم البيان قائلاً: "لا تزال الأممالمتحدة ثابتة في التزامها بدعم جميع الجهود التي تعزز السلام والاستقرار، ومستقبلاً أكثر إشراقاً لشعبَي فلسطين وإسرائيل والمنطقة بأسرها". وفي سياق منفصل، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها اضطرت لتعليق عملها في مدينة غزة بسبب تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية. وأضافت أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين يواجهون ظروفاً إنسانية مأساوية مع استمرار القصف، حيث قُتل 46 فلسطينياً على الأقل يوم الأربعاء، معظمهم في مدينة غزة، في قصف إسرائيلي في مناطق عدّة من قطاع غزة، بحسب الدفاع المدني ومصادر طبية. Reuters كيف يرى غزيون خطة ترامب؟ قال صحفي مستقل في مدينة غزة لبي بي سي إن سكان غزة لديهم آراء متضاربة بشأن خطة السلام المقترحة، وإنهم "منقسمون إلى قسمين". وأوضح الحسن السلمي لبرنامج "نيوز آور" على خدمة بي بي سي العالمية في وقت سابق أن البعض متفائل بأن الاتفاق الجديد سينهي أعمال القتل، بينما لا يبدو آخرون متفائلين، لأن الخطة ستعني بقاء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. * سكان غزة المنهكون يطالبون حماس بقبول خطة ترامب ويقول: "يعاني الناس هنا منذ عامين من القتل والتهجير. إنهم بحاجة إلى أي حل، فقط لإنهاء معاناتهم هنا". مع ذلك، يقول السلمي إن "انسحاب إسرائيل من غزة لن يكون سريعاً، وسنظل نعيش تحت الاحتلال". ويضيف أن هذا قد يعني أن سكان غزة سيعيشون في خيام لفترة طويلة. "الناس الآن لا يكترثون لأي شيء لأنهم فقدوا كل شيء بالفعل". * كيف تُقرأ خطة ترامب ل"السلام الأبدي في الشرق الأوسط"؟ * لقاء ترامب - نتانياهو: ما مدى جدية خطة إنهاء حرب غزة هذه المرة؟ * سكان غزة المنهكون يطالبون حماس بقبول خطة ترامب