إعلان نواكشوط.. المغرب وموريتانيا يستعرضان آفاق التعاون الواعدة في مختلف المجالات    زلزال تفوق قوته 5 درجات يضرب هذه الدولة    حريق مهول يلتهم وحدة صناعية للأغطية دون خسائر بشرية    مصرع 6 أشخاص في حادثة سير مروعة بالطريق السيار    زيارة استثنائية وإنسانية للزفزافي تنعش آمال الحل في ملف حراك الريف    في يومها العالمي.. شجرة الأركان تتوّج رمزًا للتراث المغربي والصمود البيئي    الناظور غائبة.. المدن المغربية الكبرى تشارك في منتدى "حوار المدن العربية الأوروبية" بالرياض    البطولة.. الكوكب المراكشي على بعد نقطة من العودة إلى القسم الأول بتعادله مع رجاء بني ملال    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولات الأسبوع على وقع الارتفاع    العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان تستنكر حرمانها من وصل الإيداع القانوني    ترامب يعلن موافقة باكستان والهند على وقف "فوري" لإطلاق النار    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يستعد للإعلان عن اعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية خلال جولته الشرق أوسطية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    سحابة كلور سامة في إسبانيا ترغم 160 ألف شخص على ملازمة منازلهم    إسبانيا تُطلق دراسة جديدة لمشروع النفق مع طنجة بميزانية 1.6 مليون أورو    بعد واقعة انهيار عمارة بفاس..التامني تسائل الداخلية عن نجاعة مشاريع تأهيل المباني الآيلة للسقوط    وساطة أمريكية تنهي التصعيد بين باكستان والهند    مهرجان مغربي في تاراغونا يبرز عمق العلاقات بين المغرب وإسبانيا    أنشيلوتي يفتح الباب أمام شابي ألونسو لخلافته في ريال مدريد: "أثبت أنه من أفضل المدربين في العالم"    الأوروبيون يسعون لهدنة مع موسكو    ديستانكت ومراد يرويان خيبة الحب بثلاث لغات    من الرباط إلى طنجة.. جولة كلاسيكية تحتفي بعبقرية موزارت    مهرجان "كان" يبرز مأساة غزة ويبعث برسائل احتجاجية    تنظيم استثنائي لعيد الأضحى بالمجازر.. هل يتجه الناظور لتطبيق النموذج المعتمد وطنياً؟    وكالة الحوض المائي اللكوس تطلق حملة تحسيسية للتوعية بمخاطر السباحة في حقينات السدود    "كان أقل من 20 سنة".. المنتخب المغربي يواجه سيراليون وعينه على مونديال قطر    نهضة بركان يستعد لنهائي الكونفدرالية وسط ترتيبات مكثفة بملعب بنيامين    طنجة تستقبل العالم وشوارعها ما زالت تبحث عن التهيئة    مهرجان مغربي يضيء سماء طاراغونا بمناسبة مرور 15 سنة على تأسيس قنصلية المملكة    الموت يفجع الفنان المغربي رشيد الوالي    تقارير.. ليفربول وآرسنال يتنافسان على ضم رودريغو    "لجنة طلبة الطب" تتوصل إلى تفاهمات جديدة مع التهراوي وميداوي    القضاء الأمريكي يجمد تسريح موظفين    بالقرعة وطوابير الانتظار.. الجزائريون يتسابقون للحصول على الخراف المستوردة في ظل أزمة اقتصادية خانقة بالبلاد (فيديوهات)    حمد الله يكشف المستور.. رفضت التنازل لبنزيما وهددت بالرحيل    الفيفا يرفع عدد منتخبات كأس العالم للسيدات إلى 48 بدءاً من 2031    المدير العام لمجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية في مهمة ميدانية بالصحراء المغربية    بينالي البندقية.. جلالة الملك بوأ الثقافة والفنون المكانة التي تليق بهما في مغرب حديث (مهدي قطبي)    إمبراطور اليابان الفخري يغادر المشفى بعد فحوص ناجحة    النصيري يستعيد بوصلة التسجيل بتوقيع هدف في مرمى باشاك شهير    المغرب يدفع بصغار التجار نحو الرقمنة لتقليص الاقتصاد غير المهيكل    غزة تموت جوعا... كيلو الدقيق ب10 دولارات ولتر الوقود ب27    تطور دينامية سوق الشغل في المغرب .. المكتسبات لا تخفي التفاوتات    إيران وأمريكا تستأنفان المحادثات النووية يوم الأحد    "أسبوع القفطان" يكشف المستجدات    أسود الأطلس... فخر المغرب الذي لم ينقرض بعد    افتتاح فعاليات المعرض الدولي السابع والعشرون للتكنولوجيا المتقدمة في بكين    النظام الجزائري يمنع أساتذة التاريخ من التصريح للإعلام الأجنبي دون إذن مسبق: الخوف من الماضي؟    إنذار صحي في الأندلس بسبب بوحمرون.. وحالات واردة من المغرب تثير القلق    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    لقاح ثوري للأنفلونزا من علماء الصين: حماية شاملة بدون إبر    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرف اللاتيني أنفع للغة الأمازيغية من نيوتيفيناغ
نشر في هسبريس يوم 21 - 07 - 2020


الجزء الأول (1/2)
نشر الدكتور عبد الله الحلوي مقالا عنوانه "تيفيناغ أكثر تطورا من الحرف اللاتيني" يرد به على أنصار تدريس وترسيم اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني في المغرب Murakuc.
وهذا الزعم للدكتور الحلوي هو زعم باطل لاعلمي مثل زعمه الباطل اللاعلمي في أحد مقالاته السابقة بأن "الأمازيغية هي أم لغات العالم" وهذا بدوره لا يختلف عن الزعم الباطل اللاعلمي لبعض التعريبيين بأن "العربية هي أصل لغات العالم". اللغة الأمازيغية لا تحتاج إلى هذه المزاعم المؤدلجة اللاعلمية بل تحتاج إلى الترجمة والإنتاج والتدريس الفعال والترسيم الوظيفي لتنجح في بلدها Murakuc لا أقل ولا أكثر.
وفي مقاله يكرر الدكتور الحلوي اتهامه الغوغائي لمن يساندون تدريس وترسيم اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني بأنهم "أعداء الأمازيغية" ويخلطهم عمدا بالتعريبيين أنصار الحرف العربي. هذا الأسلوب الغوغائي للدكتور الحلوي يدل على التشنج الأيديولوجي المتحكم في نقاشه للموضوع. فهو يخلط "الأمازيغية كلغة" ب"نيوتيفيناغ كحرف" ويعاملهما ككتلة واحدة صخرية متحجرة جامدة. المؤلفون بالأمازيغية في أغلبهم يفضلون الحرف اللاتيني رغم توفر نيوتيفيناغ إذن فإنهم "أعداء للأمازيغية" بهذا المنطق الغوغائي العجيب!
أما قول الدكتور الحلوي بأن الحرف "تاج حضاري" فهو قول جيد ومقبول إذا قبلنا بأن اللغة الأمازيغية هي الشخص الذي يلبس التاج على رأسه (أو قبعة أو شيئا آخر). فاللغة الأمازيغية (بالتاريخ والخبرات والآداب والأمثال الشفوية المحكية) هي المنتوج الحضاري الوحيد الذي شارك فيه كل الأمازيغ فردا فردا بنسبة 100% عبر العصور. أما الحروف فهي تفاصيل ثقافية محدودة زمنيا وجغرافيا كالمعمار واللباس والأديان والأعراف. وأغلب الأمازيغ تخلوا عن الحروف والمعمار والملابس والأديان والأعراف التقليدية واستبدلوها بأخرى جديدة أو معدلة ولكنهم جميعا واحدا واحدا ما زالوا يقولون بأنهم أمازيغ وهذا بفضل حفاظهم على اللغة الأمازيغية شفويا بكلماتها وقواعدها وأمثالها وأناشيدها وذاكرتها. فلولا اللغة الأمازيغية لانقرض الأمازيغ كشعب وكحضارة، ولم يكن لينفعهم هذا الحرف أو ذاك.
قبل أن أفند بعض المزاعم "التقنية" للدكتور الحلوي أذكر القراء المغاربة بأن اللغة الأمازيغية تدرس بالحرف اللاتيني في جزء من المدارس الجزائرية الابتدائية والثانوية والجامعات منذ 1996. كما أذكر أيضا بأن الجزائر تنظم امتحانات الباكالوريا في مادة اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني منذ يونيو 2008. وأوراق امتحانات الباكالوريا الأمازيغية الجزائرية للسنوات 2008 إلى 2019 متوفرة على الإنترنت.
1) الدكتور الحلوي يتهرب من السوسيولسانيات ويناقش الحروف بالمكبر والمسطرة والبيكار:
الحجة السوسيولسانية Sociolinguistic لصالح تدريس وترسيم اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني تتلخص في:
- إذا اتفقنا على أن المغرب مزدحم لغويا بعدة لغات هي الفرنسية والعربية الفصحى والإنجليزية والإسبانية والدارجة وهي لغات أقوى شوكة وأسرع توسعا وأكثر تلقيا لتمويل ورعاية الدولة من اللغة الأمازيغية،
- وإذا اتفقنا على أن اللغة الأمازيغية غارقة في حالة تناقص ديموغرافي وانكماش جغرافي مستمر ومؤكد في المغرب بسبب قلة أو بطء أو انعدام التوريث والتدريس وبانعدام الاستعمال الوظيفي والاقتصادي وبسبب توسع اللغات الأخرى خصوصا ب"سياسة التعريب والفرنسة" التي تطبقها الدولة المغربية منذ 1912،
- وإذا اتفقنا على ضرورة تدريس وترسيم ونشر اللغة الأمازيغية بسرعة وفعالية وظيفية بوسائل مالية financial ولامالية non-financial من بينها حرف ألفبائي يجمع بين الشيوع الشعبي (ubiquity) والدقة الكتابية العالية (high fidelity) والمنفعية (utility) في التعليم والإعلام والاقتصاد والإدارة،
فإننا سنستنتج أن فرص نجاح اللغة الأمازيغية ترتفع كثيرا إذا تم تدريسها وترسيمها بالحرف اللاتيني.
فالحرف اللاتيني يجعل مطبوعات الإدارة والاستعمالات الأخرى للأمازيغية مقروءة فوريا لأغلب المغاربة الناطقين والغير الناطقين باللغة الأمازيغية ولمغاربة الخارج وللأجانب. والحرف اللاتيني يسمح بتسريع تعميم مادة اللغة الأمازيغية في كل مستويات التعليم دفعة واحدة: الثانوي والإعدادي والابتدائي والجامعي. والحرف اللاتيني يسرع أيضا مهمة تكوين المعلمين والأساتذة والموظفين في قراءة وكتابة اللغة الأمازيغية.
كما أن الحرف اللاتيني يجعل تمزيغ المواد العلمية والأدبية في الثانوي والابتدائي معا في المتناول فورا.
هذه هي الحجة السوسيولسانية باختصار، مبنية على معطيات المجتمع المغربي وحالته اللغوية والحروفية.
الهوية القومية الأمازيغية للمغرب محفوظة عبر القرون بفضل اللغة الأمازيغية وليس بفضل حرف معين.
أما الدكتور الحلوي فهو يتجاهل المعطيات السوسيولسانية الحرجة على الميدان وأرض الواقع في المغرب، ويختزل اللغة الأمازيغية في حرف نيوتيفيناغ Neo-Tifinagh. بينما الحرف الأمازيغي الأقدم هو Libyco-Berber الذي توجد نقوشه بالأطلس المغربي ومآثر دولة Numidia بشمال الجزائر وتونس.
يتهرب الدكتور الحلوي من مناقشة الحالة السوسيولسانية الصعبة المزرية للغة الأمازيغية على الميدان بالمغرب الآن في 2020 (أمام اللغات الخمس المذكورة) ويتهرب من مناقشة الحلول العملية لإنقاذ اللغة الأمازيغية ويفضل أن يحاول إقناع القارئ المغربي بأنه توجد "عاهات وعيوب خلقية" في الحرف اللاتيني!
ولكن لا بأس من الرد على مزاعم الدكتور الحلوي وإفادة القارئ المغربي بالمعلومات.
(أما الحرف العربي فهو مرفوض رفضا قاطعا في تدريس وترسيم اللغة الأمازيغية ليس لأننا نكرهه، فلا نكرهه إطلاقا، وإنما لأن الحرف العربي حرف أبجدي abjad يتبع العادات الإملائية العربية الأبجدية القليلة الدقة المرهونة بالفتحة والضمة والكسرة والشدة والسكون وأنواع الهمزات. اللغة الأمازيغية تحتاج الألفبائية alphabet التي تكتب الصوائت والصوامت معا ودائما. والحرف العربي أداة تعريبية في يد الإسلاميين والعروبيين، بينما الحرف اللاتيني دولي عالمي محايد لا يحمل أجندة قومية ولا دينية.)
2) الحرف الأكثر تطورا؟!
يزعم الدكتور الحلوي بأن "تيفيناغ أكثر تطورا من الحرف اللاتيني". وأنفق الدكتور الحلوي المقال لمحاولة إقناع الناس بأن حرف Neo-Tifinagh هو في حد ذاته حرف متفوق وأكثر تطورا من الحرف اللاتيني.
هذه الزعم خاطئ تماما. الحقيقة هي أن الحرف اللاتيني هو الأكثر تطورا وتراكمية من بين كل أنواع الحروف على كوكب الأرض.
ما الذي أقصده بعبارة "الأكثر تطورا"؟ لا أقصد أنه الأجمل ولا الأكثر أناقة فكل الحروف والأبجديات والألفبائيات جميلة وأنيقة وجيدة بلا استثناء. لا يوجد حرف سيء على كوكب الأرض. وإنما أقصد أن:
- الحرف اللاتيني هو الأكثر استعمالا وتجريبا في العالم بكل أشكال الطباعة والتداول.
- الحرف اللاتيني هو الذي يستعمل في أغلب الأبحاث العلمية والبرمجيات الكومبيوترية.
- الحرف اللاتيني هو الذي تختاره أغلب اللغات التي تدخل التعليم النظامي الواسع النطاق لأول مرة مثل اللغة التركية واللغة الإندونيسية واللغة السواحيلية في كينيا واللغة الماليزية واللغة الأمازيغية بالجزائر.
- الحرف اللاتيني هو الذي اشتق منه أكبر عدد من الحروف المعدلة في العالم، مثل: ẓ ḍ ř ṛ ṭ č ǧ ṣ ḥ Æ ň ĕ ƴ ɇ ʁ ȳ Ḃ ṓ Ẽ ṩ Ꞥ Ɐ ꜷ Ậ Ḉ Ḧ ç ğ ö ş ü ä ® TM © $ € ¥ £ & @ æ ß ñ å
- الحرف اللاتيني يشكل أساس "الألفبائية الصوتية الدولية" المعروفة ب IPA وهو اختصار للاسم International Phonetic Alphabet التي بها يتفاهم علماء اللغات واللسانيات عبر العالم وتتشكل من 107 حروف. وفيها حروف إغريقية ورموز أخرى ولكن الحرف اللاتيني (الموسع) يشكل الغالبية العظمى من حروف هذه الألفبائية. وفي هذه الألفبائية نجد مثلا: ɣ (غ)، x (خ)، q (ق)، g (گ).
- الحرف اللاتيني هو الذي يستعمل لاسكتشاف وتوصيف أغلب اللغات المهمشة أو المجهولة في العالم.
- أمازيغية الطوارق لديها سبعة (7) صوائت أساسية وهي a ă e é i o u لا يعبر عنها كلها التيفيناغ الطوارقي الأصيل ولا التيفيناغ الجديد Neo-Tifinagh إلى حد الآن، وإنما يعبر عنها كلها الحرف اللاتيني. انظر مثلا القاموس الطوارقي الفرنسي Dictionnaire touareg français المنشور عام 2003 في مجلدين للبروفيسور الدانماركي Karl-G. Prasse المتخصص في الأمازيغية الطوارقية.
- وفي أمازيغية الريف وجزء من الأطلس المتوسط وجزء من قبايل الجزائر لا يملك نيوتيفيناغ ولا الأبجدية العربية حرفا متعارفا عليه يعبر عن الراء الخفيفة الريفية/الأطلسية Ř ř التي نجدها مثلا في الكلمات awař (الكلام) وَ adfeř (الثلج) وَ abřiwen (الرموش) التي تقابلها awal وَ adfel وَ abliwen في باقي لهجات اللغة الأمازيغية. ويستعمل مؤلفون ومدونون بأمازيغية الريف الراء الخفيفة Ř ř. ومن المهم طبعا التمييز بين الراءات الأمازيغية الثلاث وهي RŘṚ لأن كل واحدة لها قيمة مختلفة ووظيفة خاصة.
والحرف Č č (تش) موجود في أمازيغية إيزناسن وإيشبذانن (شمال وجدة وشرق الناظور) وأيضا في أمازيغية الريف (بوظيفة أخرى) وموجود في جزء من الأطلس المتوسط وفي الجزائر وليبيا. ويوجد حرف نيوتيفيناغي هو ⵞ للتعبير عن (تش). ولكن الإيركام يكتب الحرف č (تش) بحرفين tc (أي digraph) ويخلطه مع الحرف المشدد الذي هو čč. بينما هو حرف منفصل يكتب منفردا č ومشددا čč. أمثلة أمازيغية: Neč (أنا). Neččin (نحن). Netta yečča (هو أكل). Tamedjač (البيضة، بيضة الدجاجة) التي تقابلها Tamellalt في اللهجات الأخرى. Wečma-s (أخته / أختها) وتقابلها Weltma-s في اللهجات الأخرى. Akeččum (الدخول). Ačč (كل، جميع). Učči (الأكل، الطعام). Amečču (الأكل، المأكولات). Taleččint (البرتقالة). Netta yeččaṛ (هو ملأ). Tiserčas (الأكاذيب).
والحرف Ǧ ǧ (دج) موجود في أمازيغية إيزناسن وإيشبذانن (شمال وجدة وشرق الناظور) وجزء من الأطلس المتوسط المغربي وأمازيغية الجزائر وليبيا. كما أن Ǧ ǧ (دج) موجود في جزء من أمازيغية الطوارق الذين يكتبونه بالحرف التيفيناغي الطوارقي القديم ⴶ (دج). وتمت صياغة حرف نيوتيفيناغي جديد بالجزائر هو ⴵ (دج) للتعبير عنه. والإيركام يعبر عن ǧ وَ ǧǧ معا بالحرف المزدوج dj بينما يجب التمييز بين ǧ وَ ǧǧ. ومن الكلمات الأمازيغية بالمغرب والجزائر التي تشتمل عليه نجد: Arǧaz (الرَّجُل). Netta yeǧǧa (هو تَرَكَ). iǧǧen (العدد 1 واحد). iǧǧet (واحدة). iǧen (أحَدُ). Afeǧǧaǧ (آلة نسج الصوف). Neččin neǧǧiwen (نحن شبعنا). Netta yeggaǧ (هو رحل، هو انتقل). Werǧǧin (أبدا، لم يحدث أبدا). Eǧǧ it (اتركْه! / اتركيه!). Aǧeddu (الكأس، الكوب). ونجد في أمازيغية الطوارق كلمة Taǧimǧimt [تادجيمدجيمت] وتعني: الفطور، وجبة الفطور الصباحية.
- الحرف اللاتيني يكتب في أوروبا بثلاثة (3) أساليب لكل منها وظيفته النافعة: الخط اليدوي ذو الحروف المتصلة الملتصقة (cursive)، الحروف الصغيرة المنفصلة (minuscules)، الحروف الكبيرة المنفصلة (MAJUSCULES). الحروف اللاتينية الكبيرة هي الأصل وهي الأقدم استعمالا لدى الرومان. ثم منذ القرن 3 بدأ أوروبيون آخرون يطورون الخطوط المتصلة الصغيرة والحروف اللاتينية المنفصلة الصغيرة.
أما تيفيناغ الطوارق والتيفيناغ الجديد Neo-Tifinagh فيملكان أسلوبا وحيدا للكتابة ولا يوجد فيهما تمييز بين الحروف الكبيرة والصغيرة ولا وَصْلٌ للحروف. هذا نقص وليس ميزة. والحرف العربي أيضا ناقص يكتب بطريقة متصلة وحيدة وليس فيه تمييز بين الحروف الكبيرة/الصغيرة، وللفصل بين الحروف العربية يجب عليك استعمال نقط أو شرطات أو مسافات. طبعا يمكن اختراع MAJUSCULES وَ minuscules لتيفيناغ وللحرف العربي، ولكننا نتحدث هنا عن ما هو موجود الآن ومنذ قرون.
إذا أردت أن تكتب نصوصا أمازيغية بالحروف الكبيرة اللاتينية لأي غرض فأنت ستكتب الأمازيغية هكذا:
NEC AD ARIƔ ES TUTLAYT TAMAZIƔT
(أنا سوف أكتب باللغة الأمازيغية).
وإذا أردت أن تكتب نصوصا أمازيغية بالحروف الصغيرة اللاتينية فقط فأنت ستكتب هكذا:
nec ad ariɣ es tutlayt tamaziɣt
وإذا أردت أن تكتب النصوص الأمازيغية بشكل يمزج بين الحروف الكبيرة والصغيرة حيث تستعمل الحروف الكبيرة لبدء الجملة الجديدة وأيضا لكتابة أسماء الأعلام (أسماء الأشخاص واللغات والبلدان والمدن والجغرافيا والأحداث التاريخية والشركات...) كما تفعل اللغة الإنجليزية فأنت ستكتب اللغة الأمازيغية هكذا:
Nec ad ariɣ es tutlayt Tamaziɣt
فالحرف اللاتيني يمنحك الآن فورا خيارات متعددة متاحة للجميع.
أما الخط المتصل اليدوي cursive الذي يتم بإلصاق الحروف اللاتينية فهو عملي في الكتابة اليدوية السريعة بالقلم والورق. وأصبحت الآن أجهزة التابليت والسمارتفون تسمح بالكتابة اليدوية (بالخط اليدوي) بالأصبع أو بالقلم الإلكتروني وتسمح أيضا بتحويل الخط اليدوي إلى نصوص مرقونة بحروف منفصلة.
وأورد الدكتور الحلوي الحروف ⴼⴱⴽ (كمثال لحروف اختصار نيوتيفيناغية) زاعما أن القارئ سيعرف بسهولة أنها حروف اختصار وليست كلمة. وهذا غير صحيح. فقارئ نيوتيفيناغ لن يعرف ما إذا كان الأمر يتعلق بكلمة عادية أم بحروف اختصار، أولا لأنه لا توجد حروف صغيرة وحروف كبيرة في نيوتيفيناغ، وثانيا لأن الإيركام يكتب عدد ضخما من الكلمات الأمازيغية بطريقة أبجدية صامتة وليس ألفبائية، مثلا: الفعل الأمازيغي ⴽⵛⵎ (كشم kcem) "اُدخلْ" أو في الاسم ⵎⴷⴷⵏ (مدّن medden) "الناس" أو الفعل ⵙⴼⵍⴷⵏ (سفلدن sfelden) "استمَعوا". بينما الطريقة الوحيدة المؤكدة لكي يعرف القارئ بأن الحروف النيوتيفيناغية مقصودة كحروف اختصار هو الفصل بينها بنقط أو شرطات هكذا (ⴼ.ⴱ.ⴽ.) وإلا فعليه أن يستوعب السياق مسبقا. الدكتور الحلوي يزعم بمنطق مقلوب أن حروف الاختصار في الحرف اللاتيني (مثل FBI أو PIN) هي مجرد "عبء تاريخي" محاولا إقناع القارئ بأن حروف الاختصار اللاتينية غير عملية من حيث النطق! بينما هذا كلام فارغ. فالاختصار بالحروف الكبيرة ميزة تطورية ممتازة للحرف اللاتيني ونطقها سهل وتنوع نطق أسمائها: F (إف)، D (دي)، R (آر) يخفف من رتابة نطقها، وبعضها ينطق ككلمات لأنه أسرع مثل UNICEF. والسامع يعرفها فورا دون قراءة، والقارئ يعرفها فورا دون سماع. وحروف الاختصار اللاتينية كثيفة في كل اللغات باستخدامات علمية وتقنية وإعلامية لا حصر لها من USB إلى PC إلى USA إلى NATO إلى UNESCO إلى UFO إلى MRI. وفي الكردية نجد عدة أسماء لمنظمات بالاختصارات اللاتينية الكردية مثل YPG وَ PKK وَ ENKS وَ PYD. أما في التركية فالاختصار التركي اللاتيني كثيف الاستعمال. ولدى الأمازيغية إمكانيات لغوية ضخمة لصنع حروف اختصار أمازيغية بالحرف اللاتيني تعوض المسوخ الفرنسية التي تسيطر على المغرب مثل PJD وَ PAM وَ RNI وَ PSU وَ PPS وَ SMIG وَ CNSS وَ AMDH وَ SIDA وَ ONCF. ومن شدة سيطرة الاختصارات الفرنسية على المغرب أنها اقتحمت الكلام الشعبي والصحافة بغياب البديل الأمازيغي بالحرف اللاتيني. فرغم أن بعض الأحزاب والمؤسسات المغربية تضع أسماءها الأمازيغية بحروف نيوتيفيناغ فهي لم تزعج نفسها يوما بمحاولة وضع اختصارات نيوتيفيناغية لأسمائها وإنما هي متمسكة باختصاراتها الفرنسية بالحرف اللاتيني. والإيركام الذي يستعمل اختصارا فرنسيا IRCAM لم يزعج نفسه يوما لصياغة وترويج حروف اختصار بحروف نيوتيفيناغ. انظر كتابي "أسماء الجهات والأقاليم والمدن والوزارات في المغرب باللغة الأمازيغية واللغة العربية" وفيه أقترح اختصارات بنوعين: الحروف الكبيرة، ومزيج بين الكبيرة والصغيرة كما في SiMuBiZ أو SMBZ وتعني Asira Amuran en Tebridin en Wuzzal "المكتب الوطني للسكك الحديدية". مثال آخر: NMƔM أو NaMuƔaM أي Anmalu Amuran en Tɣamsa Tamurakucant "النقابة الوطنية للصحافة المغربية".
- الحرف اللاتيني هو أساس المعيار العالمي المتعارف عليه حاليا في الرموز الرياضياتية والفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والنباتية والكومبيوترية في البحوث والمراجع العلمية. وأحيانا يتم مزج الحروف اللاتينية بحروف يونانية (بشكل محدود) في الرياضيات. ونظام MAJUSCULES وَ minuscules مترسخ منذ قرون ويشتغل بشكل جيد في الترميز العلمي والتاريخي والتكنولوجي الاختصاري.
مثلا: CaCO3 كربونات الكالسيوم. NaOH هايدروكسايد الصوديوم.
NaHCO3 بايكربونات الصوديوم. Na2Cr2O7 ثنائي كرومات الصوديوم.
وهذا الترميز الكيميائي والفيزيائي والرياضياتي بالحروف اللاتينية ليس فقط للتسمية السريعة والاختصار وإنما غرضه الأساسي هو كتابة وشرح المعادلات العلمية التي لا تستقيم بالنصوص الطويلة، مثلا:
CH4 + 2 O2 → CO2 + 2 H2O
(المعادلة الكيميائية لاحتراق غاز الميثان في الهواء).
طبعا فالعِلم في حد ذاته ليس مرهونا بالترميز اللاتيني، ويمكن تطوير ترميز بأية ألفبائية بتوفر الحافز العلمي والاقتصادي. ولكن العلوم واقتصادات العالم تشتغل وتتطور بسرعة صاروخية بهذا النظام الترميزي اللاتيني. فالعرب مثلا لم يطوروا أي ترميز علمي ولا تكنولوجي بالحرف العربي رغم وفرة البترودولار. ولم يتجاوز الترميز العربي رموزا محدودة مثل "صلعم" و"ص.ب." (صندوق البريد) و"ص" (الصفحة) و"إلخ" (إلى آخره) وبعض الترجمات المحدودة، فما بالك بالأمازيغ الذين يهملون لغتهم وما زالت حكوماتهم الأمازيغية تطبق سياسة التعريب والفرنسة في 2020. بينما يمكن تدريس العلوم للتلاميذ المغاربة باللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني مقرونة باستعمال الرموز اللاتينية العالمية الفيزيائية والكيميائية والكومبيوترية فنكون قد ربحنا الإثنين: اللغة الأمازيغية والانخراط في العلوم. انظر الكتاب الأمازيغي الفيزيائي Tafizikt s teqbaylit للدكتور Mohand Mokhtari عام 2018 في Tizi Wezzu بالجزائر.
- خلاصة: إذن، الحرف اللاتيني أكثرا تطورا لأنه يتيح للغة الأمازيغية خيارات وإمكانيات متنوعة لا يتيحها حرف تيفيناغ الطوارق ولا حرف Neo-Tifinagh الإيركامي الجديد ولا الحرف العربي.
مصلحة اللغة الأمازيغية Tutlayt Tamaziɣt هي معيار مناقشة الموضوع. إذا كان الحرف اللاتيني لن ينفع اللغة الأمازيغية أو سيلحق بها ضررا فليذهب الحرف اللاتيني إلى سلة المهملات. إذا نجحت اللغة الأمازيغية بحرف نيوتيفيناغ فهذا رائع. وإذا نجحت اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني فهذا رائع.
والسؤال الأساسي المطروح على كل مهتم بالموضوع هو: هل يجب أن يكون الحرف في خدمة اللغة أم يجب أن تكون اللغة في خدمة الحرف؟ الإجابة على هذا السؤال ستحسم موقفك في الموضوع.
ومن ناحية الانتشارية، فإن الواقع يؤكد أن المغاربة والعالم كله يتزاحمون ويتنافسون لتعلم واستعمال الحرف اللاتيني وتدريسه لأولادهم واستعماله في الدراسة والتجارة والترفيه وكل الميادين. والدولة المغربية نفسها تنشر هذا الحرف اللاتيني في كل مكان وبأموال الشعب المغربي. والفرنسية تستغل الحرف اللاتيني العالمي لاحتلال كل الفضاءات العمومية بالمغرب وللسطو على كل ما هو عصري وحديث بالمغرب.
فلماذا لا نستغل هذا الحرف اللاتيني العالمي الشائع والعملي لترويج اللغة الأمازيغية في المغرب والعالم؟
فبدل أن تلعب الفرنسية دور السمسار بين المغرب والحضارة العصرية باستعمال الحرف اللاتيني لماذا لا تستولي اللغة الأمازيغية على الحرف اللاتيني العالمي للتخلص من السمسار الطفيلي الفرنسي؟!
أما الحروف الأمازيغية الثلاثة: الحرف الليبي الأمازيغي Libyco-Berber الأقدم على الإطلاق (وتوجد نقوشه بجبال الأطلس)، وتيفيناغ الطوارق Tuareg Tifinagh ونيوتيفيناغ الجديد Neo-Tifinagh فلها دور رمزي في المجال الفني وغيره. ويجب طبعا تعريف التلميذ المغربي بها في حصص مدرسية.
في مقال مقبل سنواصل بالجزء الثاني مناقشة الموضوع.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.