1. الرئيسية 2. المغرب من شعارات الصحة والتعليم إلى لهيب التخريب.. "جيل Z" يحوّل احتجاجات سلا إلى كابوس رعب للساكنة الصحيفة - خولة اجعيفري الأربعاء 1 أكتوبر 2025 - 22:09 تحوّل حيّ الأمل بمدينة سلا مساء اليوم الأربعاء إلى مسرح أعمال عنف وتخريب خرجت عن الطابع الاحتجاجي السلمي الذي رُوِّج له "جيل Z"، إذ وثّقت مقاطع مصوّرة قيام مجموعات من القاصرين والشبان بتكسير واجهات زجاجية والعبث بمرافق عمومية فضلا عن الاعتداء على الممتلكات الخاصة، وصولا إلى إضرام النار في سيارتين تابعتين للأمن الوطني في الشارع نفسه وسط ذهول السكان واستنكارهم لما جرى. ومع اتساع رقعة الانفلات، تمدّدت الاعتداءات إلى مرافق تجارية ومؤسسات بنكية إذ استُهدف مركز تجاري "كارفور" على طريق القنيطرة وبنايات بنكية من بينها وكالة للبنك الشعبي وبنك أفريقيا bmce بحيّ الآمال، مع توثيق محاولات اقتحام وتخريب للأبواب والواجهات وتعريض الوثائق والمتعلّقات الداخلية للعبث، ما استدعى تدخلا أمنياً سريعاً لتطويق الوضع وإعادة النظام العام. ويعيش ساكنة حي الأمل وحي شماعو القريب منه، حالة من الرعب بعدما امتدّت الأضرار إلى سيارات خاصة ومتاجر في محيط الأحداث فيما اضطرّ كثيرون إلى إغلاق محلاتهم باكرا والتزام المنازل تفاديا لأي احتكاك كما جرى تداول واسع لصور وفيديوهات تُظهر حطام سيارات أمنية وواجهات محطّمة وألسنة لهب تتصاعد في شوارع الحيّ. وحاولت بعض المجموعات حاولت جرّ الاحتجاجات نحو المواجهة المباشرة عبر الرشق بالحجارة وإشعال النيران، وهو ما ساهم في تعقيد مهمة الفرق الأمنية التي عملت على عزل بؤر الشغب وفتح الممرات وتأمين المرافق الحسّاسة، مع الشروع في توقيف المشتبه فيهم وتيسير نقل المصابين عند الحاجة. وتأتي أحداث سلا في سياق موجة احتجاجات شبابية متزامنة في عدد من المدن المغربية، انطلقت بدعوات رقمية قادتها مجموعة غير معروفة سلفا تُسمّي نفسها "جيل زد 212"، واستندت إلى منصّات تيك توك وإنستغرام وديسكورد للتعبئة والتنظيم، رافعة مطالب اجتماعية تتعلق بتحسين خدمات الصحة والتعليم والتشغيل. وعلى امتداد الأيام الأخيرة، سجّلت مدن متفرقة مواجهات وأعمال عنف تخللتها اعتداءات على سيارات ومرافق أمنية واقتحامات لمؤسسات بنكية وتجارية، وهي تطورات دفعت السلطات إلى تعزيز الحضور الميداني واتخاذ تدابير استباقية لاحتواء الانفلات. وبحسب معطيات رسمية أعلنتها وزارة الداخلية مساء اليوم نفسه، فقد أسفرت حصيلة أربعة أيام من الأحداث عن إصابة 286 شخصاً—منهم 263 من عناصر الأمن و23 مدنياً—وتوقيف 409 أشخاص على خلفية أعمال عنف واستعمال أسلحة بيضاء وزجاجات حارقة ورشق بالحجارة، إلى جانب خسائر مادية تمثلت في إتلاف أو إحراق 142 عربة أمنية و20 سيارة خاصة واقتحام مؤسسات حكومية وبنوك ومتاجر. وفي التفاصيل المرتبطة بمدينة سلا، بيّنت تغطيات ميدانية أن بؤرة الشغب تمركزت في حيّ الأمل، حيث تكرّرت مشاهد مطاردة بين مجموعات شبابية والقوات العمومية، قبل أن تتسع الاعتداءات على الممتلكات العمومية والخاصة، وتتحول عربات الأمن نفسها إلى هدف مباشر بالحرق والتخريب كما وثّقت عملية استهداف "كارفور" ووكالات بنكية بينها البنك الشعبي، مع محاولات اقتحام وتكسير للأبواب والواجهات الزجاجية. إجرائيا، قالت مصادر محلية ل "الصحيفة" إن السلطات المحلية والأمنية بمدينة سلا أبحاثا قضائية لتحديد هويات جميع المتورطين في أعمال الحرق والتخريب والسرقة، مع مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة في محيط "كارفور" ووكالات البنوك والشوارع المتضررة، وتحرير محاضر الخسائر المادية تمهيدا للمتابعة أمام العدالة. مظاهرات جيلZ