ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    لماذا تصرّ قناة الجزيرة القطرية على الإساءة إلى المغرب رغم اعتراف العالم بوحدته الترابية؟    بطولة ألمانيا لكرة القدم.. فريق أونيون برلين يتعادل مع بايرن ميونيخ (2-2)    كوريا الشمالية تتوج ب"مونديال الناشئات"    البطولة: النادي المكناسي يرتقي إلى المركز الخامس بانتصاره على اتحاد يعقوب المنصور    مدرب مارسيليا: أكرد قد يغيب عن "الكان"    موقف حازم من برلمان باراغواي: الأمم المتحدة أنصفت المغرب ومبادرته للحكم الذاتي هي الحل الواقعي الوحيد    نبيل باها: "قادرون على تقديم أداء أفضل من المباراتين السابقتين"    عائلة سيون أسيدون تقرر جنازة عائلية وتدعو إلى احترام خصوصية التشييع    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. البطلة المغربية سمية إيراوي تحرز الميدالية البرونزية في الجيدو وزن أقل من 52 كلغ    طنجة.. وفاة شاب صدمته سيارة على محج محمد السادس والسائق يلوذ بالفرار    "جيل زد" توجه نداء لجمع الأدلة حول "أحداث القليعة" لكشف الحقيقة    بحضور الوالي التازي والوزير زيدان.. حفل تسليم السلط بين المرزوقي والخلفاوي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    خلاف بين وزارة الإدماج ومكتب التكوين المهني حول مسؤولية تأخر منح المتدربين    طنجة.. الدرك البيئي يحجز نحو طن من أحشاء الأبقار غير الصالحة للاستهلاك    الرباط وتل أبيب تبحثان استئناف الرحلات الجوية المباشرة بعد توقف دام عاماً    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    شبهة الابتزاز والرشوة توقف مفتش شرطة عن العمل بأولاد تايمة    لقاء تشاوري بعمالة المضيق-الفنيدق حول إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الجيش المغربي يستفيد من التجارب الدولية في تكوين الجيل العسكري الجديد    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    بعد السرقة المثيرة.. متحف اللوفر يعلن تشديد الإجراءات الأمنية    تتويج مغربي في اختتام المسابقة الدولية للصيد السياحي والرياضي بالداخلة    دكاترة متضررون من تأخير نتائج مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي يطالبون بالإفراج عن نتائج مباراة توظيف عمرت لأربع سنوات    تشريح أسيدون يرجح "فرضية السقوط"    تدشين المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بالداخلة تعزيزاً للموارد البشرية وتنمية القطاع الحرفي    قطاع غزة يستقبل جثامين فلسطينيين    فضيحة كروية في تركيا.. إيقاف 17 حكما متهما بالمراهنة    السلطة تتهم المئات ب"جريمة الخيانة" في تنزانيا    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة: المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس تشكل نموذجا للتنمية المشتركة والتضامن البين إفريقي    حمد الله يواصل برنامجا تأهيليا خاصا    العرائش.. البنية الفندقية تتعزز بإطلاق مشروع فندق فاخر "ريكسوس لكسوس" باستثمار ضخم يفوق 100 مليار سنتيم    "صوت الرمل" يكرس مغربية الصحراء ويخلد "خمسينية المسيرة الخضراء"    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    عيد الوحدة والمسيرة الخضراء… حين نادت الصحراء فلبّينا النداء    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    أشرف حكيمي.. بين عين الحسد وضريبة النجاح    انطلاق فعاليات معرض الشارقة للكتاب    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجاسوسية.. الولاء للفكرة والمال
نشر في الأحداث المغربية يوم 03 - 07 - 2020

بعضهم يفعلها خدمة للوطن أو المبدأ أو الفكرة، البعض يؤديها كمهنة، كثيرون مارسوها من أجل المال، مغامرة كبيرة، واحتمالات عالية للفشل والثمن حتما هو الموت، نصحبك في جولة في تاريخ الجاسوسية من خلال سير أشهر الجواسيس وأنجحهم في التاريخ.
كيم فيليبي
هو هارولد أدريان روسل، الشهير ب«كيم فيليبي» أحد أشهر الجواسيس في القرن العشرين، كان مسؤولا عن وحدة مكافحة نشاط السوفييت في جهاز المخابرات البريطانية، ولكن المخابرات السوفييتية «كيه جي بي» نجحت في تجنيده للعمل لصالحها. لم يكن فيليبي من نوعية الجواسيس الذين تم شراؤهم بالمال، ولكنه ماركسي مخلص لشيوعيته وضحى في سبيل ذلك ببلده وجنسيته.
اعتنق فيليبي الشيوعية منذ كان طالبا في جامعة كامبريدج بين عامي «1928-1933»، في عام 1932 ذهب إلى ألمانيا ليشهد الانقلاب المفاجئ الناتج عن انتخاب فرانز فون بابن كمستشار لألمانيا وانتخاب النازيين للرايخ. وكما يذكر فيليبي في مذكراته فقد حرص على دراسة الوضع السياسي هناك حيث شارك في حروب شوارع دارت في ألمانيا وانضم إلى الشيوعيين في صراعهم ضد أصحاب القمصان البنية من النازيين، حيث انضم للعمل لصالح المخابرات السوفييتية، وقام بأعمال تجسس لصالحها في كل من فرنسا وإسبانيا أثناء الحرب، قبل انضمامه اليسير للعمل في صفوف الاستخبارات البريطانية عام 1940.
يعتبر فيليبى الرجل الأبرز ضمن ما يعرف ب«سلسلة جواسيس كامبردج الخمس»، وعندما هرب زميلاه في الجاسوسية دونالد ماكلين وغاي بورغيس إلى الاتحاد السوفييتي عام 1951، ساء وضع فيليبي، لكنه سرعان ما استعاد مكانته بعد الكثير من التحقيقات التي فشلت في إدانته بسبب ثقة رؤسائه، قبل أن يقرر فيليبي ترك عمله في بيروت والهجرة إلى موسكو عام 1963، حيث بدأت تتكشف الأدوار التي كان يقوم بها لصالح السوفييت بعد أكثر من 23 عاما، حيث مكث
فيليبي يعمل لصالح الاستخبارات السوفييتية حتى وفاته عام 1988.
الحدث الأبرز فيما يتعلق بفيليبي كان كتابه «حربي الصامتة» الذي أصدره من موسكو عام 1967، وكشف فيه عن تفاصيل عمليات التجسس التي قام بها على مدار أكثر من 20 عاما، والذي طبعت منه عشرات الطبعات ويعد أحد أهم مراجع الجاسوسية وبسببه اعتبر فيليبي أحد أهم جواسيس القرن العشرين.
كلاوس فوخس
عالم الطبيعة النووي الألماني-الإنجليزي كلاوس فوخس كان ضمن العلماء الذين يعملون في مشروع مانهاتن لصنع القنبلة الذرية، الذي كانت تشترك فيه بريطانيا وأمريكا، وقد أفشى أسرار المشروع كاملا لصالح الاستخبارات السوفييتية، إضافة إلى معلومات أخرى تتعلق بالقدرات التسليحية الأمريكية، لم يكن فوخس جاسوسا متمرسا لكن فترة 6 سنوات قضاها وهو ينقل المعلومات حول أحد أخطر القطاعات خطورة كان وحده كفيلا لوضعه في مصاف أكبر رموز الجاسوسية.
ريتشارد سورج
من يقرأ تاريخ ريتشارد سورج في كتاب «الرجل ذو الوجوه الثلاثة» للألماني هانز أوتومسنر والصادر عام 1966 يدرك بوضوح أن خبراء الجاسوسية لم يكونوا مبالغين إطلاقا حين أطلوا على سورج أنه أخطر وأنجح جاسوس في التاريخ.
ريتشارد سورج هو شيوعي ألماني حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية، وبسبب إعلانه الانضمام للحزب الشيوعي الألماني في بداية حياته تعرض للاضطهاد واضطر – وهو صاحب الدكتوراه في العلوم السياسية – للعمل في منجم للفحم قبل أن تتصل به المخابرات السوفييتية لينتقل إلى روسيا ليعمل بالصحافة ويتلقى تدريبات على الجاسوسية.
أجاد سورج 5 لغات إجادة تامة في غضون أقل من 5 سنوات وقام بعمليات تجسس لصالح السوفييت في كل من الصين وألمانيا النازية والأخطر في اليابان وتعتبر المعلومات التي نقلها هي الأكبر تأثيرا في تاريخ الجاسوسية حيث كان له السبق في إخبار السوفييت بنية ألمانيا مهاجمة الاتحاد السوفييتي، وهو ما لم يكن متوقعا بسبب انغماسها في الحرب على بريطانيا، كما يعزى له الفضل في النصر الذي حققه السوفييت على الألمان وما تبعه من انهيار ألمانيا النازية وانتحار أدولف هتلر حين أوصى بنقل أكثر من 2 مليون جندي سوفييتى من سيبيريا «الحدود مع اليابان» إلى الجبهة الألمانية بعد تأكيده عدم نية اليابان مهاجمة روسيا واكتفائها بجبهات حربها مع الصين.
تم الكشف عن حقيقة نشاط سورج في اليابان بسبب خطأ ساذج حيث قام بتمزيق ورقة تحتوي على إحدى المعلومات الاستخباراتية بدلا من حرقها، تسبب الأمر في الكشف عن هويته وحكم عليه بالإعدام في اليابان عام 1944.
سيدني ريلي
هو جيمس بوند الحقيقي كما يقول الكثير من خبراء الجاسوسية، الذين يزعمون أن إيان فيلمينج قد استمد المعالم الرئيسية لشخصيته الأسطورية جيمس بوند من حياة سيدني ريلي الغامضة. لا تعرف بالتحديد جنسيته ويرجح أنه ولد في روسيا أو إيرلندا، عمل لصالح المخابرات البريطانية، تحدث ريلي 7 لغات وحمل 11 جواز سفر بجنسيات مختلفة وتزوج أكثر من 11 امرأة.
تم تجنيده من قبل المخابرات البريطانية وسافر إلى إيران وكان له دور كبير في تأميم حصة لبريطانيا من نفط الشرق من خلال دوره في تأسيس شركة بريتش بيتروليم.
عاد ريلي إلى لندن في عام 1917 ليمارس نوعا جديدا من التجسس خلف خطوط العدو، حيث ذهب إلى ألمانيا، وخلال ثلاثة أسابيع نجح في الحصول على معلومات هامة عن خطط الهجوم الألمانية، كما تنكر في هيئة ضابط ألماني وأمضى عدة أيام في مقر للضباط في كونيغبرغ في شرق بروسيا يسجل كل ما يسمعه من معلومات، أما أبرز عملياته في ألمانيا فكانت حضوره في اجتماع للقيادة العليا الألمانية كان يحضرة القيصر نفسه، حيث تمكن ريلي من أن يجعل نفسه سائقا لضباط من معاوني الأمير روبرشت من بافاريا وأثناء ذهابه معه إلى مجلس الحرب تظاهر ريلي أن السيارة قد تعطلت ورفع غطاء المحرك ليحاول إصلاحها وعندما انضم إليه الضابط الذي فقد صبره قتله بضربة على الرأس في هدوء الطريق المظلم ولبس زيه العسكري، وذهب للاجتماع معتذرا ببرود عن التأخير لأن سائقه سقط مريضا، فتمكن من إنذار الأدميرالية البريطانية عن هجوم بالغواصات الألمانية لتدمير خطوط الإمداد عبر الأطلسي.
ومن ألمانيا إلى روسيا عام 1918 وقبل مرور أقل من عام على تولي البلشيف للسلطة، شارك في عدة عمليات أبرزها محاولة اغتيال فاشلة لفلاديمير لينين ضمن خطة بريطانية للإطاحة بنظام البلاشفة، وكان ريلي يخطط للقبض على لينين وتروتسكي وتشكيل حكومة يتولاها بنفسه ولكن خطة انقلابه تم كشفها وقبض على خليته بينما نجح هو في الهرب بعد تنكره في أكثر من هيئة.
لورانس العرب
لم يكن لورانس العرب من هذا النوع التقليدي من العملاء الذين يمارسون أنشطتهم السرية، ولكن كان على العكس من ذلك تماما، فقد عمل مستشارا – بإيعاز من بريطانيا – للأمير فيصل – الابن الأكبر للشريف حسين – إبان ما يعرف بالثورة العربية الكبرى في جزيرة العرب ضد حكم الأتراك العثمانيين، الذين كانوا يخوضون حربا بدورهم ضد بريطانيا إبان الحرب العالمية الأولى.
لم يلتحق لورانس بالمخابرات إلا في مرحلة متأخرة، فقد كان باحثا في شؤون الآثار والتاريخ، وكان مولعا بالمنطقة العربية حيث سافر إليها أكثر من مرة من الأردن إلى طرابلس وبيروت وقطع مسافات شاسعة على الأقدام خلال رحلاته البحثية وأقام ضيفا في بيوت العرب، مما مكنه من إجادة العربية كأهلها، وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى قام السير «جليبرت كلايتون» باستدعاء لورانس بعد أن ذاع صيته كعالم آثار إلى مكتبه بمقر القيادة العليا للجيوش البريطانية في القاهرة وطلب منه الانتقال إلى جزيرة العرب للوقوف على حقيقة الثورة العربية على الأتراك وإمكانية استفادة بريطانيا من تأزيم الأوضاع في جزيرة العرب.
وبالفعل سافر لورانس إلى جزيرة العرب والتقى بالشريف حسين وأبنائه حتى نجح في أن يصبح مستشارا للأمير فيصل الذي وفر له الإنجليز كل الدعم من أجل محاربة الأتراك، بل وشارك الإنجليز في القتال بأنفسهم في بعض المعارك، ثم انتهى الأمر بسقوط القدس ثم دمشق آخر المعاقل في جزيرة العرب في أيدي قوات العرب المدعومة من الإنجليز بقيادة اللورد اللينبي في عام 1918، بعدها اتخذ لورانس قرارا بالعودة إلى بريطانيا خوفا من استهدافه من قبل العرب المعارضين لثورة الشريف حسين وأبنائه، خاصة بعد أن انكشف دوره بأنه كان عميلا لصالح المخابرات البريطانية.
ألدريش إيميس

كان إيميس يعمل محللا في قسم مكافحة التجسس في الولايات المتحدة، تم تجنيده من قبل الروس في عام 1985 لإمدادهم بالمعلومات مقابل مبالغ مالية طائلة. أغلب المعلومات كانت تتعلق بأسماء المخبرين والعملاء السريين الأمريكيين العاملين في الاتحاد السوفييتي، يعتقد أن المعلومات التي قدمها إيميس تسببت في قتل 10 عملاء أمريكيين وسجن عشرات آخرين.
تم التحقيق في وضعه عام 1994 بعد ظهور علامات للثراء الفاحش عليه، تمت إدانته وحكم عليه بالسجن المؤبد. ويعتبر ألدريش إيميس أكبر نجاح لبرنامج التجسس بالاتحاد السوفييتي بعد غزو أفغانستان في عام 1979، حيث قرر الروس التوسع في عمليات التجسس لتحسين وضعهم الاستراتيجي أمام الولايات المتحدة، ومما يذكر أن إميس عمل لدى المخابرات المركزية الأمريكية منذ عام 1962، وشملت مهام عمله الرئيسية الاتصال بالمصادر الروسية.
رأفت الهجان
هو رفعت علي سليمان الجمال تورط في أعمال مخالفة للقانون في مصر وإنجلترا وألمانيا وفرنسا وأمريكا قبل أن يتم القبض عليه في ليبيا وترحيله إلى مصر، تم إرساله إلى إسرائيل عام 1956 بتكليف من المخابرات العامة في مصر مستغلة إجادته لأكثر من لغة وعلاقته الجيدة باليهود بسبب عمله معهم في أوروبا، عرف هناك باسم جاك بيتون، وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل أبيب وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي.
ولسنوات قام الهجان بالتجسس لصالح المخابرات المصرية تحت إطار شركة السياحة التي يمتلكها، وينسب إلى الهجان تزويد مصر بعلومات هامة تتعلق بموعد الهجوم الإسرائيلي في عام 1967، وبعض التجارب النووية الإسرائيلية إضافة إلى معلومات هامة تتعلق بتحصينات العدو قبيل حرب أكتوبر 1973.
الأمر الأكثر إثارة للجدل بشأن شخصية الهجان هي الرواية الإسرائيلية التي ظهرت عام 2002 في كتاب للصحفي الإسرائيلي إيتان هابر، الذي كان يعمل رئيسا لديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين. ويحكي الكتاب قصة أكثر من 20 جاسوسا ومن بينهم رفعت الجمال ولكن القصة في ذلك الكتاب مغايرة تماما لما ورد في نسخة المخابرات المصرية «وفي القصة ادعاء بأن الإسرائيليين عرفوا هوية الهجان منذ البداية، وجندوه كعميل وجاسوس لهم على مصر، وأن المعلومات التي نقلها إليهم ساهمت في القبض على شبكات تجسس مصرية عديدة مزروعة في إسرائيل من قبل المصريين وأنه نقل للمصريين معلومات أدت إلى تدمير طائرات لسلاح الجو المصري عام 1967»، وهي الرواية التي شككت فيها مصر واعتبرتها محاولة إسرائيلية لتزييف التاريخ.
جورج كوفال
بينما كان أحد أهم جواسيس روسيا، كانت الظروف المحيطة بجورج كوفال لا تجلب إلا الطمأنينة لكونه مواطنا أمريكيا مثاليا، الميلاد في مدينة أيوا، والجامعة في منهاتن، والكثير من الرفقاء في مدينته، وانضمامه إلى الجيش، وعلاقاته الكثيرة مع زملائه الذين مارس معهم رياضة البيسبول الشهيرة في الولايات المتحدة.
توفي كوفال في شقته بموسكو عام 2006، عن عمر يناهز 92 عاما، مع قليل من الاهتمام بالحديث عن الرجل في الصحافة الأمريكية، رجل من المفترض أنه كان «الجاسوس الوحيد الذي اخترق مشروع مانهاتن» لصالح المخابرات السوفييتية أثناء الحرب العالمية الثانية.
نجح كوفال في اختراق أهم وأكثر المشروعات سرية ربما في تاريخ الولايات المتحدة، المشروع الذي حاولت الولايات المتحدة من خلاله استخدام البلوتونيوم واليورانيوم المخصب لصنع القنبلة النووية. هذا الفشل المريع من قبل الاستخبارات الأمريكية تسبب في حرج كبير للأمة الأمريكية بسبب قضية جاسوس كانت تعلم بشأنه الاستخبارات الأمريكية منذ 60 عاما، وتسبب في الحرج هذا الإعلان الدرامي الذي أقامه الرئيس الروسي ليعلن إحدى محطات انتصار بلاده على جهاز المخابرات الأكثر شهرة في العالم.
في نوفمبر عام 2007، قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفاجأة المؤرخين في البلدين عندما أعلن تقليده لاسم جورج كوفال عقب وفاته بعشرة أيام، لقب بطل الاتحاد الروسي، وهو أعلى جائزة روسية، على خلفية إسهاماته الكبيرة لصالح الاتحاد السوفييتي. وجاء إعلان شخصية كوفال الحقيقية مصحوبا ببعض التفاصيل التي زود بها الاستخبارات السوفييتية، واصفا إسهاماته بأنها: «ساعدت في الإسراع في الوقت اللازم للاتحاد السوفييتي لتطوير قنبلة ذرية محلية».
بدأت الصحافة الأمريكية منذ ذلك الوقت في الحديث عن حياة كوفال، وسؤال أصدقائه ومعارفه عن السمات الشخصية التي يمكن أن تساهم في فهم شخصيته الفريدة. في الوقت نفسه، أعلنت وكالة الاستخبارات الأمريكية أن مكتب الاستخبارات وقت الحرب كان على علم بخيانة كوفال وتجسسه لصالح الاتحاد السوفييتي منذ بداية الخمسينيات، عندما كانت الاستخبارات الأمريكية تشك في أمره، وقامت بالفعل باستجواب زملائه والعديد من الأشخاص الذين كان على علاقة مباشرة وقريبة بهم.
على الرغم من وجود الأدلة التي كانت ستساعد الاستخبارات الأمريكية في الكشف عن كوفال في الوقت المناسب، مثل حقيقة سفره إلى موسكو والعودة إلى الولايات المتحدة، إلا أن شخصيته الاجتماعية وعلاقاته الجيدة مع رفاقه وزملائه في العمل كانت غطاء كافيا لبقائه متخفيا لوقت كاف حتى تمكن من الخروج من الولايات المتحدة بأمان.
أوليج جورديفسكي
في ثمانينيات القرن الماضي، كان أوليج جورديفسكي أحد أهم جواسيس بريطانيا، وكان جاسوس مقيما للمخابرات البريطانية داخل أروقة لجنة أمن الدولة للاتحاد السوفييتي. كان أوليج أحد الضباط الكبار داخل لجنة أمن الدولة، وهو الأمر الذي منحه صلاحيات مفتوحة للوصول إلى معلومات خطيرة عن الاستخبارات الروسية، وظلت الاستخبارات الروسية على غير دراية بما يقوم به أوليج لفترة قاربت 11 عاما.
بعد سنوات قضاها بين أروقة لجنة أمن الدولة للاتحاد السوفييتي، تلقى أوليج خطابا من الاستخبارات الروسية يحمل خبر ترقيته نظرا إلى مجهوداته الكبيرة داخل اللجنة، ولكي يحصل على ترقيته، لا بد أن يحضر فورا إلى موسكو من لندن. شعر أوليج بأن شيئا ما ليس على ما يرام، يقول أوليج: «بدأ الخوف يتسلل إلى جسدي؛ لأنني علمت أن هذه الترقية هي حكم بالموت». كان أوليج يعلم بحكم عمله في اللجنة أن هناك جواسيس مزدوجين كثر ممن يحتمل أن يكون أحدهم قد كشف هويته الحقيقية، في هذه الحالة ستكون عودته إلى موسكو هي حكم نهائي بالموت.
كان عليه أن يصنع خياره الخاص، هذا الخيار ربما يتكفل بمقتله، إذ كان عليه أن يختار رفض الترقية، وبالتالي تدمير مستقبله الوظيفي لأن المخابرات البريطانية لم تكن مقتنعة بأنه تم كشف أمره، وإن وافق وعاد إلى موسكو فربما يقتل. ساعده المسؤولون عنه في الاستخبارات البريطانية على اتخاذ القرار، الذي كان في النهاية هو الموافقة على الترقية والذهاب إلى موسكو لملاقاة اثنين من أهم الشخصيات داخل لجنة أمن الدولة السوفييتية، على أنه لا يوجد أي دليل قوي على أن المخابرات السوفييتية قد كشفت أمره.
زودته الاستخبارات البريطانية بخطة للهروب حال اكتشافه لأي دلائل على أن أمره قد كشف، وذهب أوليج بالفعل وقرر أن يتخذ القرار الأصعب. بعد وصوله إلى موسكو، استجوبه أحد الضباط في الاستخبارات السوفييتية لأربع ساعات متواصلة بعد أن جعله يتناول مشروب «كونياك» حتى الثمالة. بطريقة ما، نجح أوليج في الخروج من هذا الاستجواب متماسكا دون أن يشي بأي من المعلومات التي يمكن أن تذهب به إلى المحاكمة.
في نهاية اليوم، ذهب أوليج إلى شقته يملؤه الرعب مما حدث، وأدرك حينها أن هناك من يشكون في هويته الحقيقية، فقرر استخدام خطة الهروب التي وفرتها له الاستخبارات البريطانية. كانت خطته للهروب مطبوعة داخل سونيتة لشكسبير، كان عليه أن ينقعها في الماء لكي تظهر تفاصيلها. كانت الخطة أن يقابل أوليج اثنين من عملاء الاستخبارات البريطانية على طريق قرب فنلندا، ومن هناك يتم نقله داخل شاحنة إلى الأراضي البريطانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.